أبنتكم صباح الجشي

29/9/1420

هذه نبضات وجدانية عنونتها بعنوان تعبيراً عما يحتلج بداخلي من الحزن الأليم لعلها تضنى بالقبول..فالحدث أقرح الجفون وأهطل الدموع ولم يفرق بين صغير وكبير..وهاهي براعمنا الفتية تجود قرائحها نثراً وشعراً ...

إنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجورنا وأجوركم..نعزي البضعة الزهراء ..نعزي من دان لهم الفقيد بالولاء .. نعزي الغائب الحاضر ..نعزيك سيدي يا ابن الحسن فأنت المعزى، كيف لا ومن أفواهكم شعت أنوار الحكمة (إذا مات العالم ثلم في الدين ثلمة لا يسدها إلا عالم مثله) ..وهل يجود الزمان بمثله؟! إشراقة نهار تهالكت كومض النيازك شقت أفق الكون فانداحت أنجماً فعم الضياء يخطف الأبصار سناه .. ضنت به الدنيا علينا وكأنما مكتوب عليك الثكل يا قطيف.. قمر تلألأ في سماء العلم والعلماء وكذا تكون كواكب الأسحار ..نفحة ربانية انبثقت من رحم الكون لتسطر أروع ملحمة لأروع سيرة ..صفحة نورانية خالدة في حياة الملهمين المبدعين..

"العلماء ورثة الأنبياء، ولمداد العلماء أفضل عند الله من دماء الشهداء" .. وثيقة محمدية تضاف إلى رصيدك الثر .. وراثة كريمة منزهة عن العلائق المادية..مرتفعة عن الطباع الآدمية، ارتقت إلى سمو الصفات الملائكية فهنِئت الوراثة وهنئ مدادك الوضاء الذي استمد من نور قلبك ونفاد بصيرتك زاده رافداً بأروع الإنتاج.

وفي الهزيع الأخير من الليل دُعيت وجرياً على العادة لبيت النداء فاستجابت الروح الواعية لذلك النداء وأسلمت إلى بارئها أمرها آمنة مطمئنة .. "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"

ويرتفع صوت الأذان في فجر ذلك اليوم بوقع يمتزج بصوت الناعي ترنيمة حزينة ولا تكاد تميز بينها فكلاهما دعوة.. إحداهما لإقامة الصلاة والأخرى دعوة لتشييع من به افتخرت الصلاة .. وبرحيلهم انفرط عقد الجمع وبدد الشمل ..وانقطع الخيط الرهيف الذي كانت تهفو إليه القلوب الوالهة وتحط عنده رحال المتعبين الوالهين ينهلون من نمير معينكم ما يروي الروح المجدبة، وكانت مراسم التشييع اجتماع جماهيري حقق الحلم الذي داعب الجفون المقرحة بأمنية عزيزة فلأول مرة منذ زمن سحيق في تاريخ القطيف لم يتوج حدث بمثل هذا الجمع، نعم جمعت حولك الأضداد والمتناقضات ..ويسجل التاريخ الحدث ولا يغفله علامة وضاءة على جبين أرضك وغربت شمسكم وبقيت آثاركم.

وهكذا رزء الدين بفقدك كما رزء بقد مولاك العظيم في شهر الصيام، عزاؤنا شفاعتك يوم الورود، يوم تحشر مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.